السبت، 27 فبراير 2010

كتاب تاريخ ظفار التجاري (1800ـ1950)

بواسطة فتاة ظفارية | عدل الصفحة




صدر مؤخرا كتاب تاريخ ظفار التجاري (1800ـ1950) للباحث حسين المشهور باعمر ويضم الكتاب مجموعة من الصور والوثائق التي تنشر للمرة الأولى عن تلك الفترة الزمنية كما تشمل فصوله دراسة تاريخية وثائقية تُبيّن الأوضاع التجارية في ظفار منذ بدايات القرن التاسع عشر وإلى منتصف القرن العشرين

جغرافيا وتاريخيا ويتطرق الباحث إلى الأوضاع السياسية ودورها في التجارة و مقومات ومظاهر النشاط التجاري قي ذلك الوقت خارجيا وداخليا ونموذج الحياة التجارية فيما يُعرف بالفرضة ونظمها وفعالياتها، وأهم التجار المؤثرين في تلك الحقبة الزمنية ووثق الكتاب للمصطلحات التجارية الرائجة منذ بدايات القرن التاسع عشر وحتى النصف الأول من القرن العشرين .
تناول الباحث الفترة السياسية في ظفار في فترة حكم
السيد محمد بن عقيل السقاف
السيد فضل بن علوي مولى الدويلة
حكم العمانيين البوسعيديين

من المعلومات الهامة التي طرحها الباحث
ان المسجد الجامع في صلالة بناه السيد محمد السقاف
من الكتاب انقل لكم الفقرة (( لذا بإمكاننا القول ان جامع صلالة تم بناءه أو تجديده كما يقول البعض* في العقد الثاني من القرن التاسع عشرفي امارة محمد بن عقيل السقاف))
هامش الصفحة
* هناك رأي يقول ان المسجد الجامع تأسس قبل عهد السقاف وتحديدا في عهد السلطان بدر بو طويرق كمصلى صغير ولكن هذا الرأي يفتقر للمستند التاريخي اذ لم يقع على ناظري أي مصدر يشير لهذا الرأي بينما يذكر صاحب البضعة المحمدية ان المسجد الجماع أسسه السيد محمد بن عقيل السقاف

وتناول الكتاب ذكر بعض تجار ظفار في تلك الفترة
والي ذكرهم من ال كثير:
- عبدالعزيز بن عبدالله بن اسلم الشنفري
- سعد بن عبدالعزيز الكتيني الرواس
- عبدالله بن محمد بن عبدالله البحر الرواس

أشجار دوستوفيسكي الصغيرة

بواسطة فتاة ظفارية | عدل الصفحة

1– مذكرات رجل في قبو:

يأس مطلق، لا يصل الإنسان إليه إلا بعد مرارة وخيبات أمل وتجارب. حتى وهو على فراش المرض لا يفكر في الذهاب إلى طبيب. الدرجة التي تتساوى فيها الحياة مع الموت. شكل من أشكال الإستسلام النهائي لنداء الموت الغامض، الذي يسكن كل كائن كطرف أساسي نقيض لنداء الحياة الواضح، يولدان مع الإنسان في ولادته، ومع تغلب أحدهما على الآخر في مراحل الحياة المختلفة، إلا أن النهاية هي للموت الذي يصل إليه الإنسان قبل نضج ثمرة الحياة أو بعد نضجها النهائي.

يأس مطلق يدفع بما هو أكثر من اليأس، إلى الرغبة في أن أتحول إلى حشرة. ولأنه يدرك عدم قدرته على هذا، لم يعد أمامه إلا الإحتفال والإزدهاء بمرضه وكأنه من ساكني الأوحال والقاذورات، ومثلما يفتخر الآخرون بالجمال يفتخر هو بالمستنقعات والأقبية التي يعيش بها.

السوي ! الناس الأسوياء في توافقهم مع الواقع هم: القطيع الغبي. لقد خرج الأسوياء من الطبيعة الأم وهي راضية عنهم مثلما هم كذلك، أما هو ومن معه من المرهفين المدركين بوعي مأساوية الحياة فقد خرجوا من أضيق وأكثر ما يطمح إليه أي واحد منهم أن يكون: فأراً، لا أكثر.

أحاول تعريف الأنسان: كائن يعيش على قدميه وساق. ولكن ذلك ليس هو الآفة الرئيسية، بل سوء طبعه الذي احتفظ به ولازمه منذ طوفان نوح. لقد حافظ الأنسان على غريزة حيوانية بغيضة هي الميل إلى القتل والدمار. حتى لو تم أشباع حاجات الأنسان الأقتصادية فإنه سيظل مخلصاً لعقوق نفسه ولتلويثها وإلى ارتكاب الحقارات وأشنعها.

لماذا كتبت كل هذا؟ يجيب دوستوفيكسي: لكي تحمل الكتابة لي شيئاً من التخفف والسلوى والعزاء. محاولة مني للتخلص من ذكريات تلاحقني وتطاردني بلا هوادة ولا مهادنة وكتابتها تحررني منها.

ثم أخيراً: لأنني أشعر بضجر شديد وسأم قوي، ولا أعمل شيئاً قط. فإذا كتبت ذكرياتي كنتُ أقوم بعمل، والعمل فيما يقال يجعل الأنسان طيباً وشريفاً، فهذه اذن فرصة تعرض لي.

2 – طفل عند شجرة عيد الميلاد.

عندما يكتشف طفل في السادسة، يعيش في قبو مهجور بارد ومظلم مع أمه وفاة الأم. في ليلة عيد ميلاد السيد المسيح عليه السلام اخرج من القبو وها هو في الشارع بمدينة ضخمة وللمرة الأولى وحيداً.

للطفل جذور ريفية بعيدة، ذلك أنه مع أمه نزحا من إحدى قرى الريف الدوسي وذلك قبل استقرارهما بقبو في موسكو. ينتهي به التجول إلى باب منزل يلهو به الناس، يمرحون ويشربون في صخب الإحتفال بعيد الميلاد. لمحته سيدة من النافذة أعطته كويكياً وطردته.

أحس أنه وحيد وضائع ليلة عيد الميلاد في هذه المدينة الكبيرة، وخوفاً من الشر بها، انتهى به المطاف لكومة حطب إختبأ بها، فجأة ومن تلك العتمات هتف صوت: تعال إليَّ، إلى شجرة عيد الميلاد.

رأى صبية صغار، فتيات صغيرات، عادت أمه إلى الحياة، نظرت إليه في فرح وأحتضنته. من أنتم أيها الصغار، من أنتن أيتها الصغيرات؟ ما أروع هذا المكان يا أمي.

لكنه عرف لاحقاً أن كل هؤلاء الأطفال المحيطون به موتى وأمه ميتة، وهم الآن ملائكة ترفرف حوله في هذا المكان المهجور.

اليوم التالي لعيد الميلاد، وجد الطفل ميتا جنب كومة حطب في فناء مهجور.

يكتب دوستوفيكسي معلقاً على هذه القصة القصيرة: لقد وعدت بكتابة قصص عن حوادث حقيقية، رغم أن هذه القصة متخيلة، إلا أننا ودوستوفيكسي نتخيل جميعاً أنها فعلاً حصلت بأرض الواقع، لأنه في الواقع يحدث ما هو أكثر ألماً منها.

3 – حلم رجل مضحك.

من أن لا شيء على الأرض كان قادراً على إنقاذ دوستوفيكسي من الإنتحار. كانت الفكرة تتردد على ذهنه، تأتي وتذهب. المطر هو مبعث الأمل والتفاؤل كان يزيده كآبة، بل تهديداً وعدائية للناس. الإحساس باللاجدوى بالعدم بالعبث، ما أدى به وإلى قناعة أن لا شيء على الأرض كان أو يكون أو سيكون: “في البداية كان قد تراءى لي، أن أشياء جمة قد وجدت من قبل، ثم أدركت أن لا شيء من قبل وجد أيضاً، ولكن لسبب ما تراءى لي ذلك الوجود، وشيئاً فشيئاً أيقنت أن لا شيء أبداً.

كان الليل داكناً، كانت الغيوم كثيفة تنذر بمطر خفيف، إلا أنه فجأةً لمع نجم استطاع الظهور بين تراكمات الغيم. حدَّق دوستوفيكسي فيه ملياً وثانية ًأحيى فيه النجم قرار الإنتحار. وانتظر اللحظة المناسبة. “والآن يمنحني هذا النجم فكرة، أن أنفذ ما عقدت عليه العزم في هذه الليلة بالذات”.

إلا أنه فجأة ومثلما يعترف لاحقاً، أنه وهو في طريقه إلى غرفته، حيث المسدس المحشو بالرصاص ينتظره: “أمسكت طفلة كمي ….، وراحت تشدني من كمي وتنشد نجدتي. لم تكن تبكي، ولكنها لشدة عصبيتها غرغرت ببعض الكلمات التي لم تستطع نطقها جيداً، ثم صرخت يائسة: “أمي، أمي الحبيبة …”.

من غير أن دوستوفيكسي المولع دائماً بكشف جوانب الشر في الأنسان، عندما يموت يحلم أنه قد حلق به الموت إلى عالم آخر بعيد، إلى كواكب لا ترى، وهناك يلتقي بكائنات أخرى تتحدث مع الأشجار والطيور والنجوم، تمنح حبها لكل كائنات الكوكب، ولأنه جاء من كوكب الأرض الملوث، لا يستطيع دوستوفيكسي إلا أن يكون كما كتب: كدودة خنزير، كذرة طاحون، يمكن أن نغدى بلداً كاملاً.

هكذا تلعب الثقافة الدينية المسيحية لدى دوستوفيكسي دوراً كبيراً في خلق عالمه الإبداعي، فهو من أجل أن يعيد سكان ذلك الكوكب البعيد إلى براءته الأولى، يعترف لهم بأنه هو الذي جلب أمراض الحقد والكراهية معه من الأرض، وأنه على استعداد أن يصلب. بل وقد علمهم كيف يصنعون الصليب، متمنياً سفح دمه حتى آخر قطرة منه.

لكنه بعد كل هذا الرحيل الغريب في عالم من الأحلام، يستيقظ ليجد نفسه من غرفته والمسدس المحشو بالرصاص بجانبه، وعوضاً أن يطلق على رأسه وقلبه الرصاص يمضي باحثاً عن الطفلة: تلك الطفلة سأجدها، سأمضي وأمضي، لابد أن أجدها! .